
في المناظر الصحراوية القاحلة للإمارات، حيث يلتقي التراث بالابتكار، تتكشف رحلة علمية رائدة وهي استنساخ الإبل. فالإمارات، المعروفة بصلاتها الثقافية العميقة مع الإبل ونهجها المتقدّم في مجال التكنولوجيا، تتصدر استخدام التكنولوجيا الحيوية المتقدمة للحفاظ على الإبل المتفوقة وراثيًا واستنساخها. سواء لأغراض السباقات أو مسابقات الجَمال أو التربية، تُعتبر بعض الإبل كنوزًا وطنية. ويوفّر الاستنساخ وسيلة للحفاظ على هذه الصفات المميّزة بدقة واتساق غير مسبوقين.
يستعرض هذا المقال كيف يمثّل استثمار الإمارات في استنساخ الإبل عهدًا جديدًا في كل من الحفاظ على التراث والتقدّم العلمي. ففي صميم هذه المبادرة مختبرات ومراكز أبحاث متطورة مكرّسة لتقنية النقل النووي للخلايا الجسدية، وهي الطريقة الأساسية المستخدمة في استنساخ الإبل. ومن خلال هذه العملية، يأخذ العلماء خلايا من الإبل النخبة ويدمجونها في بويضات مانحة، لخلق أجنة تُزرع لاحقًا في أمهات بديلة.
لكن هذه القصة تتجاوز حدود العلم — إنها تتعلق بالهوية. فالإبل متجذّرة بعمق في تراث الشعب الإماراتي، وترمز إلى القدرة على التحمّل والمكانة والارتباط بالصحراء. ومع الاستنساخ، لا تقتصر الإمارات على استنساخ الحيوانات فحسب، بل تحافظ على الإرث وتضمن استمرار الخصائص الفريدة للإبل المميّزة من أجل الأجيال القادمة.
وتعكس ريادة الإمارات في هذا المجال طموحاتها الأوسع لأن تصبح مركزًا عالميًا للتكنولوجيا الحيوية. فمن التمويل الحكومي إلى الشراكات بين القطاعين العام والخاص، فإن البنية التحتية الداعمة لهذه الجبهة العلمية قوية وتتوسع باستمرار. ومن خلال ذلك، تضع الدولة مثالًا على كيفية التعايش والتكامل بين التراث والعلم الحديث لتعزيز بعضهما البعض.


