
ماذا يحدث عندما تصبح الناقة بطلة، معروفة بسرعتها أو قدرتها على التحمّل أو مظهرها اللافت؟ في الماضي، كانت هذه الصفات تُنقل عبر التربية التقليدية، وهي عملية بطيئة وغير متوقعة. أما اليوم، وبفضل التقدم في التكنولوجيا الحيوية، بات بإمكان الإمارات الحفاظ على هذه الجينات المميّزة واستنساخها. وفي هذه المدونة، نستعرض دورة الحياة الكاملة لاستنساخ الإبل البطلة — بدايةً من الطرق العلمية المستخدمة في المختبر، وصولًا إلى الأثر على الجيل القادم من الحيوانات.
تبدأ العملية بجمع المادة الجينية من ناقة حائزة على الجوائز؛ وقد تكون بطلة سباقات أو ناقة فازت بأعلى المراتب في مسابقات الجَمال. حيث يتولى العلماء استزراع الخلايا، ثم تنفيذ تقنية النقل النووي للخلايا الجسدية، وهي تقنية دقيقة وحساسة، لإنشاء أجنة تُزرع في أمهات بديلة. وبعد الولادة، يُجرى متابعة هذه الإبل المستنسخة عن كثب لضمان أنها ترث ليس فقط الصفات الجسدية، بل أيضًا الصحة والعافية والطبع والمزاج
وقد كانت النتائج مُغيِّرة للواقع. فغالبًا ما تحتفظ الإبل المستنسخة بنفس الأداء البدني والجاذبية الشكلية مثل أصل نسبها، مما يمنح المربين وأصحاب الإبل أداة جديدة فعّالة، كما أن لهذه الأداة أهمية خاصة في بلد مثل الإمارات، حيث تُعد سباقات الإبل تقليدًا ثقافيًا وقطاعًا رئيسيًا في الوقت ذاته.
كما تتناول المدونة وتتطرق إلى التداعيات الأوسع وهي الفوائد التجارية، وتحسين الجودة الجينية، وفرص التعاون الدولي. فمع كل ناقة بطلة جديدة يتم استنساخها، لا تدفع الإمارات حدود العلم فحسب، بل تعزّز أيضًا ريادتها في مجال يلتقي فيه علم الأحياء مع التراث.


